الجلاش الحلو… حلوى شرقية تجمع بين الأصالة والابتكار

الجلاش الحلو… حلوى شرقية تجمع بين الأصالة والابتكار

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الجلاش الحلو… حلوى شرقية تجمع بين الأصالة والابتكار

يُعد الجلاش الحلو من أشهر الحلويات الشرقية التي تجمع بين البساطة والفخامة في آنٍ واحد. فهو طبقٌ يزين موائد المناسبات والعزائم في العالم العربي، وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يُعتبر من الحلويات الأساسية التي تُقدم بعد الإفطار. ورغم أن مكوناته بسيطة، إلا أن مذاقه المميز يجعله من أكثر الأطباق المحبوبة لدى الكبار والصغار على حد سواء.


أصل الجلاش وتاريخه

يعود أصل الجلاش إلى المطبخ العثماني القديم، حيث كانت أوراق العجين الرقيقة تُحضَّر يدويًا وتُستخدم في إعداد أطباق حلوة ومالحة. انتقل الجلاش بعد ذلك إلى بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، وأصبح جزءًا من الموروث الغذائي الشرقي.
ويرى بعض المؤرخين أن كلمة “جلاش” مأخوذة من اللغة التركية “yufka” التي تعني “العجين الرقيق”، وهو وصف دقيق لما يُستخدم في صنع هذه الحلوى، إذ تعتمد على رقائق عجين رفيعة للغاية تُرصّ فوق بعضها لتكوين طبقات ذهبية مقرمشة بعد الخَبز.


مكونات الجلاش الحلو

يتميز الجلاش الحلو بمكوناته المتاحة في كل مطبخ، لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى دقة في الترتيب والتوازن بين الطبقات والمكونات ليخرج في أفضل صورة. وتشمل مكوناته الأساسية:

رقائق الجلاش الجاهزة (أو المصنوعة يدويًا).

السمن البلدي أو الزبدة المذابة لإعطاء الطعم الغني واللون الذهبي.

الحشو، وغالبًا ما يكون خليطًا من المكسرات مثل الفول السوداني أو الجوز أو اللوز أو البندق.

القطر (الشربات) الذي يُضاف بعد الخَبز لإضفاء الحلاوة المطلوبة.

القليل من الفانيليا أو ماء الورد حسب الرغبة لتعزيز النكهة.

يُعد الجلاش الحلو دليلاً واضحًا على أن الحلويات الشرقية قادرة على المزج بين المذاق الفاخر والبساطة في الإعداد.


طريقة التحضير

تبدأ رحلة إعداد الجلاش الحلو بدهن صينية الخَبز بالقليل من السمن، ثم توضع أول طبقة من رقائق الجلاش وتُدهن بالسمن المذاب. تُكرر هذه العملية حتى تتكون نصف كمية الطبقات، ثم يُضاف الحشو في المنتصف، سواء من المكسرات أو جوز الهند أو حتى القشطة في بعض الأنواع الحديثة.
بعد ذلك تُستكمل الطبقات المتبقية بنفس الطريقة حتى يُغلق الحشو تمامًا داخل طبقات العجين.
ثم يُقطع الجلاش إلى مربعات أو مثلثات قبل الخَبز لتسهيل التقديم، ويوضع في الفرن حتى يكتسب اللون الذهبي المميز.
وبمجرد إخراجه من الفرن، يُسكب عليه القطر البارد ليمنحه الحلاوة واللمعان. يمكن تزيينه برشة من الفستق المطحون لإضفاء لمسة جمالية ونكهة إضافية.


أنواع الجلاش الحلو

رغم أن الجلاش الحلو التقليدي يُحشى بالمكسرات، إلا أن هناك العديد من الأنواع التي ظهرت بمرور الوقت، منها:

جلاش بالقشطة: يتميز بطراوة ملمسه وحلاوته المعتدلة، ويُعتبر من أكثر الأنواع انتشاراً في شهر رمضان.

جلاش بالشوكولاتة: مزيج عصري يجمع بين النكهة الشرقية والعالمية.

جلاش بالكاسترد أو المهلبية: يعطي ملمساً كريميًا رائعًا يتناغم مع قرمشة الطبقات الخارجية.

جلاش بالعسل: يُستبدل فيه القطر بالعسل الطبيعي للحصول على نكهة غنية ومذاق مميز.

هذا التنوع في الأنواع يجعل الجلاش الحلو حلوى قابلة للتجديد والتطوير دون فقدان طابعها الشرقي الأصيل.


الجلاش في الثقافة والمناسبات

لا يخلو بيت عربي تقريبًا من الجلاش الحلو في المناسبات الكبرى، سواء كانت أعياداً، أو احتفالات عائلية، أو ولائم رمضانية. فهو يُعبّر عن الكرم وحب الضيافة، ويُقدَّم دائماً مع كوب من الشاي أو القهوة العربية.
كما أن عملية إعداده غالبًا ما تجمع العائلة، حيث تتعاون الأمهات والبنات في تحضيره، مما يضفي عليه طابعاً اجتماعياً دافئاً يجعل منه أكثر من مجرد حلوى — إنه ذكرى جميلة تتكرر كل عام.


القيمة الغذائية

يحتوي الجلاش الحلو على نسبة عالية من الطاقة نتيجة وجود السمن والمكسرات والقطر، لذا يُنصح بتناوله باعتدال، خصوصاً بعد الوجبات الثقيلة. لكنه في المقابل يحتوي على عناصر غذائية مهمة مثل الدهون الصحية من المكسرات، والكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطاقة، مما يجعله خياراً جيداً للتحلية بعد يوم طويل من الصيام أو الجهد البدني.


image about الجلاش الحلو… حلوى شرقية تجمع بين الأصالة والابتكار

إن الجلاش الحلو ليس مجرد صنف من الحلويات الشرقية، بل هو رمز من رموز التراث والمذاق العربي الأصيل. يجمع بين القرمشة الذهبية والحلاوة اللذيذة، وبين عبق التاريخ وروح الحداثة في آن واحد.
ورغم مرور الزمن وتعدد أنواع الحلويات الحديثة، يظل الجلاش الحلو يحتفظ بمكانته الخاصة في قلوب الناس وفي موائدهم، لأنه ببساطة يمثل الطعم الذي لا يُنسى والذكرى التي لا تزول.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

91

متابعهم

13

متابعهم

21

مقالات مشابة
-