الطبخ القسنطيني الأصيل موروث حضاري و ثقافي
نبذة عن مدينة قسنطينة:
قسنطينة هي عاصمة الشرق الجزائري، و يطلق عليها أيضا مدينة الصخر العتيق، و مدينة الجسور المعلقة.
كانت تحتل مكانة مهمة في تاريخ البحر المتوسط، اهم جسورها: جسر سيدي مسيد و جسر سيدي راشد.
في هذا المقال سنتطرق تحديدا للطبخ القسنطيني التقليدي الأصيل، الذي لايزال لحد الان يزين المائدة القسنطينية خصوصا في المناسبات الخاصة.
الطبخ القسنطيني التقليدي:
يعتبر الطبخ القسنطيني التقليدي من الذ الاطباق الجزائرية، و من اقدمها، حيث انه يعبر عن ثقافة مجتمع و موروث حضاري، و هو جزء هام من تقاليد المدينة.
تحتوي معظم الاطباق القسنطينية التقليدية على مكونات متنوّعة كالحوم بانواعها البيضاء و الحمراء و المكسرات، و كذالك العسل و السمن البلدي.
لذالك فالمائدة القسنطينية التقليدية مكلفة و معظم العائلات تعدها غالبا في المناسبات الخاصة كالاعياد و الاعراس.
انواع الاطباق القسنطينية:
في هذا المقال سنتطرق الى بعض من الاطباق القسنطينية التقليدية و نتعرف على كل طبق على حدى.
الكسكس القسنطيني:
يعتبر الكسكس القسنطيني من أكثر الاطباق رواجا في المدينة، فهو يحضر غالبا كل يوم جمعة، إضافة إلى وجوده في المناسبات الخاصة.
يعتبر الكسكس القسنطيني طبقا صحيا بامتياز لتنوع مكوناته المفيدة للجسم مثل اللحم، االدجاج، الخضر، االحمص، االعجائن، ويمكن تحضيره بطريقتين سواءا بالمرق الأبيض او المرق الأحمر.
المزيت القسنطيني:
هو طبق قسنطيني راقي ذو رائحة مميزة و قوية، وو بسبب قوة رائحته فنسبة كبيرة من القسنطينين لا يحبونه رغم ذوقه المميز، كان يقدم هذا الكسكس في القدم خصيصا في المناسبات و للضيوف.
المزيت له طريقة تقليدية في التحضير، ففهو يحضر بنوع ناذر من الدقيق و الذي يسمى دقيق المرمى، ثم يخزن في مطامير عميقة لعدة سنوات، ففيتغير طعمه و رائحته.
للاسف الشديد حاليا كل هذه التقاليد لتحضير هذا النوع من الكسكس بدأت في الإندثار.
الرفيس القسنطيني:
يعتبر من اشهى الأطباق التقليدية القسنطينية، و هو طبق راقي يقدم في المناسبات و الاعراس تحديدا، وو هو طبق حلو المذاق لإحتوائه على العسل و الجوز، و له رائحة طيبة لإحتوائه على ماء الزهر، و يشرب بجانبه اللبن.
الاشباح الصفراء:
هو طبق تقليدي و راقي قديم، له مذاق حلو و هادئ، يحضر في المناسبات الرمضانية و الافراح، يقال ان هذا الطبق له اصول تركية، منذ تواجد الدولة العثمانية في الجزائر و منذ ذالك الوقت و هو يحضر في قسنطينة.
للملاحضة فقط ليس كل العائلات لها القدرة على تحضير هذا الطبق لأنه مكلف.، مكوناته تعتمد اساسا على اللوز و اللحم.
طاجين الباي:
هو الطبق المفضل لدى احمد باي حاكم البايلك في فترة الدولة العثمانية، و مازال هذا الطبق يحضر لحد الساحة نظرا لأصالته، مكوناته تعتمد على اللوز و اللحم المفروم و السكر لذا فهو حلو المذاق.
لازالت بعض العائلات القسنطينية و الميسورة الحال تحضر هذا الطبق في المناسبات الخاصة.
طاجين بونارين:
هو طبق قسنطيني محض يشتهر به اهل المدينة، يحضر في المناسبات، مكونه الأساسي اللحم المفروم، حيث يتبل و يطهى في الفرن ثم يقطع الى مربعات و يطهى بجانبه مرق ابيض.
هذه بعض من الأطباق القسنطينية التقليدية الأصيلة التي اشتهرت بها المدينة منذ القدم، حيث أن بعضها لها اصول ترجع الى الدولة العثمانية، و منذ ذالك الوقت هذه الأطباق تتوارث عبر الاجيال.
و نظرا لتنوع الأطباق القسنطينية و اصالتها فقد أصبحت تقدم في أفخم المطاعم و الفنادق الجزائرية و العالمية.